يتمسك عدد من أهل مدينة زوارة بالعادات والتقاليد المتوارثة عن الأجداد في مناسبة عيد الأضحى والتي لها طقوس خاصة تميزهم ويعتزون بها.
ويصف أبن المدينة الأمازيغي “شعبان” أيام العيد منذ أول يوم بعد الرجوع من الصلاة والغنتهاء من ذبح الأضحية التي يقول أنها عادة من الضان أو الماعز وأن جده كان يذبح شاة واحدة له وللأبناء الأربعة الذين يعيشون معه في بيت واحد في حجر متلاصقة يتوسطها فناء واسع.
ويواصل الحاج “شعبان” وصف أحداث أول أيام العيد معتبراً وجبة (البازين) الشعبية بحساء الطماطم (اوتشو تطمطام) هي الغذاء الرئيسي دون أن يمس لحم الأضحية التي تظل معلقة بعد نزع أحشائها حتى تجف في اليوم التالي، ويوقد تحتها فتيلة (انيير) من قطعة قماش تغمس في الزيت وتوضع في مشكاة كتقليد متوارث حيث تقول الأسطورة ان ارواح الأجداد تزور أهل البيت ليلا لتطمئن عليهم وبوجود الأضجية تعلم أنهم بخير.
أما عشاء اليوم الأول فيكون عادة وجبة (عصبان) كما يقول شعبان وهي أكلة شعبية ليبية تحضر من أمعاء الأضحية وتحشى بالمعدنوس وقطع اللحم والكبدة والبصل وصالصة الطماطم والفلفل مع الملح.
وفي ثاني أيام العيد يتم تقطيع الذبيحة بعد أن تكون قد جفت بعض الشيء، وتحفظ قطعة اللحم من الرقبة حتى الكتف لإستعمالها يوم عاشوراء، أما الغذاء في اليوم الثاني عادة ما يكون وجبة (كسكسي) بلحم الرأس (كسكسو سويسوم نغف).
وعن اليوم الثالث يقول شعبان أن حساء اللحم (الايدام) وخبز التنور هو وجبة الغذاء الرئيسية في اليوم الأخير من أيام عيد الأضحى، معتبراً أن القليل من أهل المدينة مزال يحافظ عليها مع وجود الوجبات وعادات الأكل الوافدة التي غزت موائدنا هذه الأيام.