الديقز : (الصنعة هوية ولا أحد يتخلى عن هويته.. الصنعة تمرض لكن ما تموتش)..
وكالة الغيمة الليبية للأخبار – طرابلس.
تشتهر زنقة الحرير بالمدينة القديمة في طرابلس بمحلاتها، حيث يقوم الصنايعية هناك بصناعة ما يسمى باللهجة العامية (الردي) وهو عبارة عن قطعة مصنوعة من الحرير ينسج معه خيوط من الفضة ترتديها المرأة الليبية في الأعراس والمناسبات، ويُعد الزي الليبي التقليدي المصنوع من الحرير من الأزياء المعروفة في المجتمع الليبي.
الحرفي”جمال الديقيز” المولود بالمدينة القديمة سنة 1957، يقول في حديثه لوكالة الغيمة الليبية، لقد ورثت حرفة صناعة الحرير عن أجدادي الذين كانو يعملون فيها مُنذ سنة1781، فقد كان من العيب عندنا أن يظل الإنسان من غير حرفة، وهذا ما غرسه فينا أجدادنا وأباءنا، وكانت هذه هى الشهادة التي نتحصل عليها، سواء للرجل أو المرأة، جميعنا يتعلم حرفة معينة ويعمل بها، وتعلمناها ومازلنا نعمل فيها وعلمناها لأجيال أخرى.
و أوضح “الديقيز” في سياق حديثه، أن سعر الدولار أصبح موحداً ولا يوجد إستثناءات لبعض الحرف والصناعات التقليدية وبالتالي البضاعة أصبحت غالية الثمن، في السابق كانت هناك بعض الإستثناءات، وحالياً أصبحت التجارة منفتحة و تصنيع البضاعة يتم في الخارج وبأي نوع من الخيوط، بينما نحن نشتغل بالحرير الطبيعي نقوم بشراءه من الصين ونمزجه بالفضة وتكون مختومة من لجنة الختم تقوم بختم البضاعة للحرفيين.
ويضيف “الديقز” أن الحرفي راعي سمعته ويختم بضاعته بأسمه ورقم عضويته، وكنا في السابق نخضع لامتحان قبل مباشرتنا العمل بهذه الحرفة، منوهاً بأن البدلة العربية أصبحت مشوهة ويتم صناعتها في الخارج بزخارف وتشكيلات لا تمت لموروثنا الثقافي بشيء، ذاكراً أن هذه البدل لها مسميات كانت تطلق عليها من حيث تشكيلة الخطوط التي يتم نسجها عليها مثل (مكحول العين، التواما) كذلك تسميات خاصة بعائلات معينة هم يطلبونها من الحرفي ليقوم بصناعتها لهم خصيصاً وهناك من يحبذ شكل معين رأه وطلب صناعته له، ومنها تكون فضة كاملة أو نصف فضة أو ربع فضة، وهناك زبائن نتعامل معهم مباشرة إضافة لتعاملنا مع التجار، حيث يأخذ مني (الردي) الواحد قرابة أسبوع في صناعته.
وعن دور النقابات يقول “الديقيز” بالنسبة للنقابات موجودة ولكن دورها مغيب وليس لها صوت مسموع، مؤكداً على أهمية دور الدولة في تفعيل القوانين لحماية الموروث الثقافي وهذه الحرف، فقد أصبح عدد الحرفيين في هذه الصنعة قلة، قائلاً هذه الحرفة (تمرض ولا تموت) لأنها هوية ولاأحد يتخلى عن هويته رغم من الظروف التي تعيشها البلاد حالياً.
ويتبع “جمال الديقز” حديثه قائلا بالنسبة لإجراءاتنا القانونية المتبعة كالضرائب وتسجيلنا كأعضاء بالنقابة، مستمرين عليها ونؤدي ما علينا وهذا شيء أساسي بالنسبة لسريان ترخيص مزاولتنا للحرفة، مع أن عملنا هذا يندرج تحت خانة الأعمال الموسمية، فهناك مواسم معينة يصل العمل فيها للذروة مثل فصل الصيف، وهناك مواسم يقل الطلب فيها.