وكالة الغيمة الليبية للأخبار – خاص.
فتحت الحكومة السويسرية تحقيقاً في قضية تجسس واسعة حصلت من خلالها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ودائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية على آلاف الوثائق على مدى عقود في أكثر من (100) دولة عن طريق شركة (كريبتو – Crypto) السويسرية، الأمر الذي يؤكد معلومات كشف عنها برنامج (روندشاو) الإخباري على قناة التلفزيون العمومي السويسري الناطق بالألمانية (SRF).
حيث أعلنت وزارة الدفاع السويسرية يوم الثلاثاء 11 فبراير الجاري، بأن الحكومة الفدرالية طالبت منذ يوم 15 يناير 2020 بإجراء تحقيق حول قضية التجسس المشار اليها، وقد عُهد بالتحقيق إلى القاضي الفدرالي المتقاعد “نيكلاوس هولتسير” الذي سيتعيّن عليه تقديم تقريره إلى الإدارة بحلول نهاية شهر يونيو المقبل.
وتعد شركة (كريبتو) ومقرها في مدينة تسوغ، منتجة للأجهزة المستخدمة في تشفير الاتصالات السرية، وانتجت الشركة نوعين من أجهزة التشفير (نسخة آمنة وأخرى غير آمنة)، ولم تحصل سوى عدد قليل من البلدان، من بينها سويسرا على النسخة الآمنة، بينما تحصلت أكثر من (120) بلدا على تجهيزات تشفير غير آمنة مصنوعة من طرف الشركة وذلك منذ خمسينيات القرن العشرين إلى بداية الألفية الثالثة 2018.
وأوردت الوثائق الاستقصائية للبرنامج التلفزيوني أسماء (62) عميلا على الأقل من دول أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا والعديد من البلدان العربية والشرق الأوسط والتي كانت أكثر الدول طلبا لأجهزة التشفير من بينها (تركيا، الجزائر، مصر، ليبيا، المغرب، تونس، السودان، إيران، العراق، الأردن، الكويت، لبنان، عمان، قطر، السعودية، سوريا، الإمارات)، وبفضل أجهزة التشفير المُتلاعب بها، استطاعت المخابرات الأمريكية والألمانية الغربية الإطلاع على مراسلات سرية والاستماع إلى محادثات بين مسؤولين كبار في العديد من الدول الأجنبية.
وبحسب برنامج (روندشاو) الإخباري على قناة التلفزيون العمومي السويسري أنه في عام 1971، اشترت وكالة المخابرات المركزية الامريكية (CIA) ودائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية (BND) أسهمًا في شركة (كريبتو) عبر مؤسسة في إمارة ليختنشتاين الألمانية المجاورة.، وفي عام 1993 تخلت (BND) عن عمليات التجسّس هذه، فيما استمرت الولايات المتحدة حتى عام 2018، وفقاً للتحقيق الاستقصائي. الذي اشترك في إنجازه مع برنامج (روندشاو) الإخباري على قناة (SRF)، أيضا التلفزيون الألماني (زد دي اف – ZDF) وجريدة (الواشنطن بوست) الأمريكية.
وترى منظمة لعفو الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان في القضية بوجود إشارات لانتهاكات لحقوق الإنسان في القضية.