وكالة الغيمة الليبية للأخبار- المرج .
إهتمت إيطاليا ببناء خطوط السكك الحديدية في ولايات برقة وطرابلس أثناء استعمارها لليبيا وأمتازت السكك الحديدية أنذاك بدقة مواعيدها ونطام تشغيلها وربطها للمدن والقرى المتباعدة وقد وفرت لليبيين والمستعمر سهوله السفر والتنقل.
وأسس بين أعوام 1914-1927 ثلاث خطوط للسكك الحديدية قصيرة نسبيا في برقة وهي: خط مدينة بنغازي-الرجمة بطول 30 كيلومتر والذي دشن في 20 سبتمبر 1914 وتم تمديده إلى الأبيار في العام 1927، جاعلا بنغازي محطة رئيسية لبرقة، وخط بنغازي-المرج وبلغ طوله 67 ميلا، وخط بنغازي-سلوق وبلغ طوله 56 كيلومتر وافتتح في 1921.
وفي منتصف ثلاثينيات القرن الميلادي الماضي شهد هذا المرفق تتطورا حين أدخل في الخدمة مزاحم للقطار البخاري المعهود كان يسمى Littorina (ليتّورينا) وهو قطار يعمل بالديزل ،وظلت تعمل السكك الحديدية زهاء نصف قرن من الزمن، ثم أخد يتدنى مستوى خدماتها بسبب قلة التمويل اللازم لقطع الغيار والصيانة إلى أن أنتهى بها الأمر تدريجيا إلى تقليص نشاطها فتعطيلها تزامنا مع تكاثر وإنتشار المركبات الآلية فقد استعيض عن السكك الحديدية بالطرق المعبدة التي أصبحت تربط شبكتها اليوم بين أهم المدن والقرى الليبية.
وظلت محطات القطار كشواهد في عدة مدن على ما كان، ففي مدينة المرج القديم الأثرية مزال مبنى محطة السكة الحديدية أوما يعرف بـــ” الاستسيونى ” يتوسط ميدان هايتى الواقع نهاية شارع الإستقلال منتصف المدنية، وكانت المحطة تستقبل رحلة واحدة يومياً على تمام 12ظهراً وتغادرعلى تمام 14 ذهابا وإياباً ومدة الرحلة تستغرق حوالي (4) ساعات أو أكثر.
“الاستسيونى” يتكون من طابقين وباب للواجهة واحد يتوسط المبنى ويفتح للشمال، وزين التحفة العمرانية عدداً من الشرفات التي توزعت بشكل هندسي متناغم و من الداخل تتوسط المبنى صاله إستقبال للتعامل مع الركاب ومصممة لاعتبارات المستقبل فهي كبيرة وفخمة بمقاييس عصرها ،على اليمين واليسار توجد غرفتين في الدور الأرضي تظهر نوافذها مع الباب ولكن أبوابها بعكس الباب لأنها مخازن لمحطة وقوف القطار وواحد منها كان مخصص للفحم والحطب والوقود والثاني للحمولة القادمة والمغادرة مع القاطرة الدور الأول مكان للخدمات مع شرفة كبيرة للمقهى ورغم إن مباني المدينة القديمة قد تأثرت بزلزال المرج أكبر الكوارث الطبيعية التي شهدتها ليبيا في تاريخها المعاصر حيث ضرب الزلزال الذي بلغت قوته حوالي 5.3 درجة على سلم ريختر مدينة المرج القديمة مساء الخميس 21 فبراير 1963، إلا أن المبنى لم يتأثر بالزلزال ومازال رغم عوامل التعرية محتفظ بشكله العام حتى الان.
ويُذكر أن خطوط السكك الحديدية قد تعطلت منذ 1965، لكن يوجد مشروعات تحت الإنشاء وتوقفت منذ2011.