أحيت الجمعية الليبية للآداب والفنون الذكرى الرابعة والعشرين لوفاة الكاتب الليبي الراحل (الصادق النيهوم) ، بمحاضرة ثقافية إستثنائية ضمن موسمها الثقافي بقاعة المحاضرات بدار الثقافة والفنون والتراث طرابلس ، حيث ألقى الكاتب والناقد “إبراهيم احميدان” بعنوان (الصادق النيهوم : عاصفة من سجال – كيف تعاطى النقاد مع كتابات النيهوم؟) .
تنوع الحضور بين مثقفين وكتاب وصحفيين ونقاد ومهتمين بسيرة وكتابات الراحل، حيث استعرض المحاضر سيرة الكاتب الراحل سارداً بعضاً من المواقف المهمة خلال مسيرته، مقتبساً بعض ما كتبه النقاد والمعاصرون عنه وما أثاره الكتاب والمثقفون والصحفيون عبر السنوات التي سبقت أو أعقبت رحيله من آراء وكتابات ونقد لفكره وكتبه وعطائه المميز ، حيث كان ومازال الكاتب الليبي المثير للجدل بامتياز ، وعرج المحاضر على علاقة الراحل بالسلطة في العهدين الملكي والقذافي ، ومدى اتفاقه وتقاربه الثقافي والفكري مع نظام القذافي الذي أوفده إلى جينيف ليثري المكتبة الليبية والإنسانية بعدد من أهم الموسوعات التي أشرف على إصدارها ومن أشهرها (تاريخنا – بهجة المعرفة وغيرها ، كما تحدث عن تجربة فنلندا وعن رؤية الكاتب الراحل في نفسه في المجمل كونه شخصية محبة للجدال وسعيدة بما يثار حول كتاباتها من جدل وسجال .
وساهمت مداخلات الحضور وأسئلتهم في إثراء النقاش وتعميق رسالة المحاضرة التي ركزت على نقد الشخصية النيهومية أكثر من نقد شخص النيهوم وأن الرموز تظل رموزاً اتفقنا مع ما تقدمه أو اختلفنا .
وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية الليبية للآداب والفنون الكاتب والناقد “إبراهيم احميدان” أن ما يميز أدب النيهوم هو القدرة على صياغة الكلمات ومخاطبة العواطف رغم أن أغلب ما يطرحه يعاني الضبابية والسردية وتوجيه الأسئلة وإثارة الشك دون اهتمام بإيجاد الحلول أو طرح احتمالات للإجابة تاركاً ذلك للمتلقي وربما هذا أحد الأسرار التي مكنت كتاباته وأفكاره من الصمود كل هذه السنوات رغم غياب صاحبها ، كما وأنه أحياناً يطرح نماذج للحل عفا عليها الزمن ولا يمكن تطبيقها بحكم التطور الإنساني .