وكالة الغيمة الليبية للأخبار – طرابلس.
تستعمل معظم المخابز في السنوات الأخيرة (المواد المحسنة) في صناعة الخبز وبشكل متزايد، مما يستوجب مراعاة نصوص المواصفات والمعايير القياسية الليبية بالخصوص، في المقابل أيضاً تناقص عدد المخابز التي لا تستعمل هذه المواد وأصبحت بأعداد محدودة داخل مدينة طرابلس، حيث يشد المواطن الرحال اليها طمعاً في خبز بمواصفات خالية من (المحسنات) والإضافات الصناعية قدر الإمكان.
ومخبز (المدينة الخالدة) الواقع بمنطقة الباب الجديد داخل أزقة المدينة القديمة بطرابلس، هو أحد المخابز التي تكاد تُعد على أصابع اليد الواحدة وتقوم بصناعة الخبز بدون (المواد المُحسنة) وبأنواع كانت تُصنع في سنوات القرن الماضي ويطلق عليها العامة اسم (الخبز المحور).
وقال صاحب المخبز”عادل بعيو” تعتبر (كوشة سيدي عمران) من أقدم (الكوّش) في المدينة القديمة، حيث يبلغ عمرها أكثر من (100) سنة تقريباً، وقد شيدت مُنذ بداية بناء المدينة القديمة، وعند إنشاءها بُني بها فرن يسمى حينها بـ(القش) ويعني أنه يعمل بالحطب، استبدل في سنة 1952 بفرن إيطالي من دور واحد، وحالياً قمنا بتحديثها بفرن حديث يعمل بالكهرباء والديزل، وهي مختصة بصناعة الخُبز العربي المعروف بخبزة (المداس أو المحور) ويِقبل على شراءه المواطنين من جميع المناطق، وتوارثتها العائلة كصناعة مُنذ تأسيس المخبز حتى يومنا هذا.
ووجه “بعيو” رسالة للمسؤولين بضرورة توفير الدقيق من خلال فتح المصانع المُصنعة للدقيق، منوهاً إلى أن سعر الدقيق من المصنع يساوي (76) دينار بينما سعره في السوق السوداء بـ(160) دينار ونضطر للشراء بهذا السعر، ونتمنى أن تُفتح المصانع ليتوفر الدقيق بأسعار مناسبة و يقوم كل مخبز بشراء مادة الدقيق مباشرة من المصنع بالكمية التي يحتاجها، حتى نتمكن من تقديم خبز جيد وبأسعار في متناول الجميع، كذلك بالنسبة لوقود (الديزل) المُشغل للكوشة نأمل زيادة الكمية التي يمنحونها لنا والتي لا تتجاوز (2000) لتر في الشهر، وهذه الكمية لا تكفي مما يضطرنا لشراء ما ينقصنا من السوق السوداء، فأنا مثلاً أحتاج في الشهر إلى(4000) لتر من (النافطة) كي أستمرفي العمل وتوفير الخُبز.
