طالب دكتوراه يروي معاناة عودته براً من نيجيريا إلى ليبيا بعد غلق الحدود
وكالة الغيمة الليبية للأخبار – سبها.
تسببت جائحة (كورونا) منذ بداية انتشارها في إغلاق الحدود لاغلب دول العالم خوفا من انتشار الفيروس، وهذا انعكس على العالقين في مختلف البدان ومن ضمنهم العالقين الليبيين، الذي بينهم الطالب الذي يدرس في دولة نيجيريا ويحضر درجة الدكتوراه “حسين الساكت “، حيث واجهته عدة صعوبات من أجل العودة إلى ليبيا، وما زاد من صعوبة الأمر كونه العالق الوحيد الذي يرغب في العودة.
ويحكي الطالب “الساكت” لوكالة الغيمة أحداث رحلة العودة من نيجيريا إلى ليبيا عبر طريق البر والمشاكل التي تعرض لها، باديا قصته من سبب اختياره لجمهورية نيجيريا الاتحادية بالقول لأنها الدولة التي قبلت موضوع رسالتي المتعلقة بتفسير القرآن الكريم باللغة الإنجليزية، حيث تعد دولة متطورة من ناحية العلم والمشكلة الأولى التي واجهتني هي المواصلات، ثم لايوجد ملحق ثقافي في سفارة ليبيا هناك لأن الملحق الموجود انتهت مدته، وكذلك الملحق المالي علق بتونس بسبب جائحة (كورونا)، مضيفاً حسب ماوصلني اننا في دولة نيجيريا خمس ليبين انا وطالب آخر وثلاث موظفين وكلهم لا يريدون العودة إلا انا.
ويواصل “الساكت” سرده قائلا لكوني طالب كان هناك عندي حلقه النقاش أو مايسمى (سيمنار- seminar) وهو ملخص لما تم إنجازه كجزء من الرسالة يوم 28 فبراير ولمدة يومين فقط يوم اجتماع ويوم عرض وبعد وصولي لدولة نيجيريا تم تأجيل (السيمنار) لمدة (20) يوماً وقبل انتهاء المدة أعلن قرار عدم الحركة داخل نيجيريا وأغلقت الجامعات والمطارات و السفارات والتأشيرات، وأصبح طريق العودة إلى ليبيا صعبا انتظرنا أسبوعين ثم أسبوعين ثم توالت الأسابيع، حتى بلغ بنا التعب مبلغا مع قلة المال حيث لم استلم أي أموال منذ أخر ثلاث أشهر في العام 2019 وقمت باقتراض بعض الأموال للسفر، فكان لزاما علي العودة براً وبأي طريقة .
وأضاف “الساكت” سلكت طريق البر بمساعدة بعض الناس وبطريقة غير شرعية وبالنسبة للسفارة في نيجيريا قاموا بما عليهم وقدر المستطاع حاولوا استخراج تأشيرة لي من سفارة النيجر (دولة حدودية بين نيجيريا وليبيا)، ولم يتمكنوا وبالنسبة للأموال ليس هناك مايقدمونه لي، وأما في النيجر فالسفارة ليست على علاقة بالقنصلية حيث أعلمتهم بوجودي وبأنني أعبر النيجر وفي هذه الدولة إذا علقت في إحدى البوابات فسوف تدفع أموال كثيرة، حيث دفعت مايعادل (500) دينار لأواصل رحلتي.
وأوضح “الساكت” في النيجر ذهبت للقنصلية الليبية وطرقت الباب وشرحت للحارس أنني مواطن ليبي وعندي مشكلة في العودة إلى ليبيا، وأريد الحديث مع مسؤول أعطيته اسمه، فقال لي انتظر وذهب ليسأله ثم عاد وقال لي أترك اسمك ورقم هاتفك وسوف نتواصل معك وحتى يومنا هذا لم يتصل، وهذا شئ مؤسف جداً أن يتفضل علينا أخوة فقراء من النيجر بمنزل وطعام، ولا أحد من السفارة يكلمنا أو حتى يسمحوا لنا بالدخول للمبنى.
واستمرت رحلة “الساكت” الذي واصل سردها لوكالة الغيمة قائلا المهم سلكت الطريق الصحراوي بسياراتي المتهالكة التي تعطلت في الطريق وبقيت في الصحراء تحت السيارة ثلاث أيام، حتى استطعت إصلاح بعض من اعطالها، ثم وصلت إلى مدينة (دركوا) إحدى مدن النيجر الحدودية مع ليبيا وتركت سياراتي هناك وعدت إلى مدينة سبها بسيارة أجرة.