فريق من الخبراء والمختصون يتابع موسم تعشيش السلاحف البحريةعلى شواطئ سرت
وكالة الغيمة الليبية للأخبار – سرت.
قام فريق من الهيئة العامة للبيئة فرع سرت بمتابعة موسم تعشيش السلاحف البحرية على شواطئ مدينة سرت.
حيث أوضح رئيس الفريق”صالح درياق” لمراسل وكالة الغيمة الليبية للأخبار قائلاً تُعتبر السلاحف البحرية من الكائنات المهمة في الحفاظ على التوازن البيئي البحري وقد تناقصت منذ عقود مجتمعات السلاحف البحرية بمختلف أنواعها، بسبب النشاطات البشرية كالصيد العرضي، حيث تعلق السلاحف البحرية بشباك الصيد أو معدات الصيد المختلفة، وكذلك فإن النشاطات العمرانية المتزايدة على الشواطئ والمصائف والمنتجعات كانت لها تأثيرات سلبية كبيرة على أماكن تعشيش السلاحف البحرية ففقدت هذه السلاحف الكثير من الشواطئ التي كانت تضع بها بيضها.
و أضاف”درياق” تتأثر السلاحف البحرية كغيرها من الكائنات البحرية بالنفايات ولا سيما البلاستيكة منها، لذلك سعى الكثير من النشطاء والمؤسسات البيئية بمختلف أنحاء العالم لإقامة برامج لحماية السلاحف البحرية من شبح الانقراض الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى لمختلف أنواعها والكثير من الكائنات البحرية، حيث توجد في العالم سبعة أنواع من السلاحف البحرية، ثلاثة منها تعيش في البحر المتوسط، إثنان فقط تضع بيوضها على رماله، ونوع واحد فقط تضع بيوضها على رمال الشواطئ الليبية، إنها السلحفاة ضخمة الرأس التي تعاني كغيرها من الأنواع الأخرى من التأثيرات السلبية للنشاطات البشرية المختلفة، فقد أسست الهيئة العامة للبيئة في ليبيا البرنامح الليبي لحماية السلاحف البحرية تنفيذاً للاتفاقيات الدولية بشأن حماية الأنواع المهددة بالانقراض الذي بدأ في مسح الشواطئ الليبية وتسجيل الأعشاش وحمايتها وإجراء العديد من الدراسات والأبحاث العلمية حول السلاحف البحرية، وكانت البداية في عام 2005 واستمر المسح سنوياً في كل موسم حتى توقف البرنامج الليبي في عام 2011 بسبب أحداث الثورة في ليبيا، لكنه استأنف العمل في عام 2017 ومازال مستمراً في مسح الشواطئ في كل موسم تعشيش (من بداية شهر مايو إلى نهاية شهر سبتمبر) حيث يقوم البحاث التابعين لإدارة البيئة الطبيعية ولفروع الهيئة المختلفة بالمدن الساحلية بمسح الشواطئ وتسجيل عدد الأعشاش بكل شاطئ وحمايتها وتجميع العينات من السلاحف البحرية لغرض الدراسات الجينية وغيرها من الدراسات، كما يقوم الباحثون بترقيم السلاحف البحرية بعد تعشيشها على الشواطئ الليبية لغرض حصر السلاحف ومتابعة هجرتها ومناطق تغذيتها وتنقلها بالبحر المتوسط، كما يقوم البحاث أيضاً بتركيب أجهزة تتبع بالأقمار الصناعية على صدفة بعض السلاحف الليبية لتتبع هجرتها وتحركاتها بالبحر وأماكن تغذيتها ومعيشتها.
ويوضح “درياق” في ليبيا شواطئ كثيرة تعتبر مناسبة لتعشيش السلاحف البحرية لكن الأكثر كثافة ليس على المستوى المحلي فحسب بل حتى على مستوى حوض البحر المتوسط هي الشواطئ القؤيبة من مدينة سرت الليبية وخاصة الشواطئ المتاخمة للمدينة من ناحية الغرب، وذلك لكون شواطئ رملية مناسبة لتعشيش السلاحف البحرية ولنظافة الشواطئ وكذلك بعدها عن النشاطات البشرية وانعدام الأضواء التى قد تضايق السلاحف البحرية على تلك الشواطئ، كما أن الكثير من شواطئ مدينة سرت تعتبر محمية بشكل طبيعي فلا يمكن الوصول إليها إلا عبر طرق ملتوية ومتشعبة أشبه بالمتاهة ولذلك فلا يصل إلى تلك الشواطئ إلا من لديه خبرة في تلك الطرق وتشعباتها، لكن بعدها وصعوبة الوصول إليها من البشر كان له دور في نشاط الثعالب وغيرها من الكائنات البرية التي تنشط ليلاً فتقوم بافتراس بيض السلاحف البحرية .
و يختم رئيس فريق البحث العلمي قائلا على الرغم من أن هذا الأمر هو جزء من المنظومة الطبيعية لكن الفريق يحاول أن يوازن بين حماية بعض الأعشاش من الافتراس وترك بعضها بلا حماية لأن الافتراس جزء من الطبيعة.في خط متوازٍ مع العمل الميداني ينظم الفريق في كل عام برنامج توعية يستهدف به المجتمع المحلي وخاصة صغار السن للفت انتباههم الى الكائنات البحرية المهددة بالانقراض وخاصة السلاحف البحرية وقد نظم البرنامج العديد من النشاطات التوعوية على الشواطئ الليبية وكان لها الأثر الإيجابي البالغ في نفوس المستهدفين بالتوعية.