وكالة الغيمة الليبية للأخبار – طرابلس.
يؤدي عدد من الطلبة المكفوفين امتحانات الشهادة الثانوية بالقسم الأدبي، حيث تنقل حافلة تابعة لجمعية النور للمكفوفين الطلبة الذكور رفقة المعلمات لمدرسة جمال عبد الناصر بشارع الجمهورية بطرابلس فيما تنقل حافلة أخرى الطالبات رفقة معلماتهن لكلية العلوم الإدارية والمالية التطبيقية بمنطقة السياحية بطرابلس.
وفي غرفة هي بالأصل مكتب إداري يجلس طالب أو أكثر إلى طاولة تقابله معلمة تقوم بقراءة أسئلة الامتحان وإعادتها على مسمعه أكثر من مرة ثم تقوم بتضليل الإجابة التي يبلغها بها عن كل سؤال، وتقتضي أمانة مهنتها أن لا تتدخل في إجابات الطالب بل تكتب ما يمليه عليها فقط.
وبحسب مدير مدرسة المكفوفين التابعة لجمعية النور للمكفوفين “عامر أبو ذيب” فإن الجمعية منذ تأسيسها سنة 1962 م بجهود أهلية تطوعية تقدم خدماتها للمكفوفين بكامل الأرض الليبية ، وتشمل الجمعية عدة مرافق كالمدرسة والمبيت الداخلي والمغسلة والمطعم والمطبعة البارزة التي تتولى إعادة طباعة المنهج الدراسي بطريقة (برايل) ليتمكن الطالب الكفيف من الدراسة ، وتقوم وزارة التعليم بتوفير بعض المستلزمات التعليمية للمدرسة كالمقاعد ونسخ من الكتاب المدرسي ومعمل للحاسوب .
وعن الصعوبات التي يواجهها الطالب الكفيف يذكر “ابو ذيب” عدد من المشاكل التي تواجه المكفوفين دونما حلول جذرية منها :
- عدم القدرة على استخدام معمل الحاسوب بسبب عدم قيام وزارة التعليم بتزويد الجمعية بالبرامج الناطقة الأصلية والتي لا يمكن للكفيف الاستغناء عنها خلال تعامله مع الحاسوب .
- تغيير المنهج الدراسي كل عام ، وهذا يكلف الجمعية مزيد الوقت والجهد في اعادة طباعة المنهج مجدداً بطريقة (برايل) الأمر الذي يحرم الطلبة في بعض السنوات من الكتاب المدرسي في الفصل الأول حتى نهايته .
- عدم مراعاة الكفيف عند طباعة أسئلة امتحانات الشهادات كشهادة اتمام التعليم الأساسي والثانوي، مما يجعل الكفيف في حاجة لمعلم مرافق وكاتب لمساعدته في أداء الامتحان ويحرمه من الاعتماد على نفسه كبقية الطلبة من المبصرين .
- بسبب حاجة الكفيف لكاتب مرافق أعلنت الجمعية عن حاجتها لمتخصصين في اللغة الإنجليزية للتطوع بمرافقة المكفوفين لأداء امتحان اللغة الإنجليزية ، ومع قدوم عديد المتطوعين لدرجة الاعتذار لبعضهم بسبب الاكتفاء ، لكن يظل الأفضل للكفيف أن يؤدي امتحانه دون الحاجة للغير .
- عدم وجود عضو من ذوي الاحتياجات الخاصة في كل لجنة للامتحانات بكل مرفق تعليمي ، وهذا يسبب لهم نوعاً من العرقلة والإرباك خاصة في اليوم الأول بحكم عدم تعرف المراقبين على خصوصية طريقة جلوس الكفيف لأداء الامتحان رفقة معلمة أو كاتب .
- عدم اسقاط المواد التي تم إعفاء الكفيف من دراستها كالإحصاء والحاسوب والرياضيات من التقييم النهائي والتقدير العام لدرجات النجاح ، الأمر الذي يؤدي لحرمانه من الحصول على تقدير عالٍ يستحقه أسوة بزملائه المبصرين .
- حرمان الطالب الكفيف من التوجه لمهنة التدريس كمعلم ، حيث تم إيقاف عدد من الطلبة بالسنة الثالثة بمعهد المعلمين بحجة أن القانون يمنعهم من التخرج كمعلمين ومباشرة العمل في مجال التدريس ، الأمر الذي أدى لتغيير مسارهم وتوجههم للدراسة الجامعية وضياع السنوات الثلاث التي درسوها بالمعهد .
- غياب المستلزمات التعليمية المساعدة ، وعدم مواكبة التقدم العلمي فالكفيف بجامعات العالم يدرس المواد العلمية ويتخصص بها لوجود برامج تعليمية مساعدة ، لكن الكفيف الليبي لا يجد أمامه إلا التخصصات الأدبية والتاريخية .
- عدم وجود فرص عمل مناسبة بعد التخرج .
- عدم توفير القطاعين العام والخاص لمستلزمات الكفيف المعيشية أسوة بغيره من ذوي الإحتياجات الخاصة ، حيث يضطر الكفيف لشراء أغلب مستلزماته بعلاقاته الشخصية من خارج ليبيا كالعصا وساعة اليد وغيرها .
- عدم اهتمام مصنعي الهواتف النقالة بشريحة المكفوفين باستثناء (آيفون) حيث تتوفر بهذا الهاتف فقط برامج ناطقة تمكن الكفيف من استخدامه دون مشقة .
يشار إلى أن انقطاع الكهرباء بالمرافق التعليمية التي يؤدي الطلبة بها امتحانات الشهادة الثانوية يسبب لهم إزعاجاً بسبب نقص الإضاءة وصعوبة التمكن من رؤية الإجابة الصحيحة وتضليلها، إضافة لغياب التكييف في ظل ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة والطقس الصيفي الحار .