وكالة الغيمة الليبية للأخبار – خاص.
حتى عهد قريب لم يكن من وجهة لعلاج الليبين خارج بلدهم غير الجمهورية التونسية في المرتبة الأولى يليها المملكة الأردنية، قبل أن تدخل المستشفيات والعيادات المصرية سباق تداوي الليبيين في الخارج.
ساحة علاج الليبيين خارج بلدهم اتسعت اليوم بدخول المنافس التركي والذي أصبحت حصته من أعداد المرضى الليبيين ترتفع على حساب الوجهة الأولى التي أصبحت تنحسر بوضوح يوما بعد أخر ، يساعد على ذلك بيروقراطية الإدارة التونسية وقصر نظرها أمام الانفتاح التركي وسعة الأفق التي تجعل من المسألة مصدر دخل إضافي للدولة ويقولب ضمن السياحة العلاجية.
حالة المريض الليبي (علي س. ع.)والذي تعرض لإصابة وتمزق أوعية وشرايين، تطلبت نقله للعلاج في الخارج بعد وقف النزف بمستشفى مصراتة، وبعد إحالة التقرير الطبي والتواصل مع المكتب الصحي بالسفارة الليبية في العاصمة التونسية لإتمام الإجراءات مع العيادة الطبية في تونس والحصول على الأذونات المطلوبة لاستقبال الحالة والإذن بهبوط طائرة الإسعاف الطائر بعد موافقة وزارة الصحة.
ورغم حالته الحرجة انتظر أهل المريض ومرافقه بقلق لأكثر من (3) أيام دون جدوى، ولم تأت الموافقة رغم تكثيف الجهود والإتصال على كافة الأصعدة، مما دفعهم لتغيير الوجهة والتواصل مع المؤسسات والسلطات الصحية في تركيا، حيث كانت الاستجابة والأذونات حاضرة والمريض في طريقه للعلاج خلال أقل من (24) ساعة.
ويقول عم المريض ومرافقه (م. أ.) لقد تواصلت شخصيا مع المكتب الصحي والعيادات في تونس، ولكن هناك بطء شديد وعدم مراعاة للظروف والحالات الحرجة في مهنة تعتمد أولاً على الإنسانية، موضحاً أن موافقة السلطات التونسية قد وصلت ونحن نستعد للركوب في طائرة الإسعاف ومعنا الموافقة التركية التي حصلنا عليها في أقل من يوم، حيث تقدمنا بطلبها مساء يوم الإربعاء وكانت جاهزة صباح يوم الخميس، بينما الموافقة التونسية استغرقت أكثر من (3) أيام.
يذكر أن تعليمات جديدة صدرت مؤخراً تتعلق بدخول المرضى الأجانب عبر الحدود التونسية، تقضي بضرورة تفادي دخول سيارات الإسعاف الأجنبية للتراب التونسي، وتدعو المصحات الخاصة لقبول المريض في الحدود عبر سيارات إسعاف تونسية وتحت مسؤوليتها، وذلك بداية من يوم الجمعة الماضي الموافق (29/ 10/ 2021).
وتسبب الإجراء الأخير في تكدس سيارات الإسعاف وإحداث ربكة للمرضى في الجانب الليبي، خاصة للحالات الحرجة والتي تتطلب عناية خاصة وتستوجب عدم الحركة والبقاء تحت التنفس الصناعي.
وكان وزير الصحة بحكومة الوحدة الوطنية “علي الزناتي” قد زار مستشفي (بشاك شهير سام ساكورا) بتركيا للإطلاع على إمكانيات وقدرات المستشفى، في زيارة قام بها نهاية أغسطس الماضي إلى تركيا للوقوف على مستوى وجودة الخدمات الطبية المقدمة بها، وبين “الزناتي” حينها أن وجوده في المستشفى هو بداية التعاون والاتفاق بين وزارة الصحة الليبية والجانب التركي، مؤكدا اعتماد المستشفى كأحد المؤسسات الطبية المتعاون معها لعلاج المرضى الليبين في الساحة التركية.