وكالة الغيمة الليبية للأخبار – طرابلس.
يقع مكب أبوسليم المرحلي داخل نطاق بلدية أبوسليم، ومع اتساع الرقعة السكانية صار محاطاً بالعمارات والمنازل، ومنذ إنشائه كان يجري تجميع القمامة وتوريدها إليه يومياً وفي ذات الوقت يجري نقلها منه وترحيلها يومياً لمكب سيدي السايح جنوب طرابلس.
وبسبب نشوب نزاع مسلح على الأطراف الجنوبية للعاصمة طرابلس صار الوصول لمكب السايح مستحيلاً ، الأمر الذي حول مكب أبوسليم المرحلي لمكب دائم لما يقارب من الثلاثة أشهر حتى الآن .
مشاكل المكب كثيرة ومعاناة بلدية أبو سليم منها صارت أكبر من أن يتم التغاضي عنها أو معالجتها كالعادة بحلول مؤقتة وآنية ، وبحسب أحد المشرفين به والتابع لشركة الخدمات العامة “عرابي المنفي” فإن المكب معرض للإغلاق بسبب امتلائه بجبال من القمامة والمخلفات، التي وصلت إلى 16 متر في بعض جوانبه بسبب عدم القدرة على ترحيلها منه، وفي ظل ضعف إمكانيات الشركة العامة للخدمات وعدم وجود مكبات بديلة.
ومن ناحية أخرى يشتكي العاملون بالمكب من عدم القدرة على استلام مرتباتهم شهرياً خاصة مع ازدحام المصارف وضغط العمل وأيضاً عدم وجود تأمين صحي أو علاوة خطر أو مكافآت حيث يتعاملون مع الغبار والأتربة والروائح الكريهة والمواد الكيماوية والمخلفات ذات الحواف الحادة، ويشتكي أغلبهم من أمراض الجهاز التنفسي والجلدية والكثير من الأوبئة والأورام بسبب البيئة الملوثة والظروف غير الصحية التي يضطرون للعمل فيها، مع عدم توفير وسائل الأمن ومعدات السلامة المهنية .
رئيس لجنة المرافق والبنية التحتية ببلدية أبوسليم “علي الحراري” ناشد المجلس الرئاسي وكافة الجهات المعنية سرعة تدارك الأزمة والعمل على تمكين مكب أبو سليم المرحلي من ترحيل القمامة إلى مكبات بديلة في بلديات مجاورة بصورة مؤقتة إلى حين انتهاء الإشتباكات المسلحة، والعمل على أن يكون بكل بلدية مكب خاص بها، وإيجاد حلول متطورة وعصرية لتدوير القمامة والإستفادة منها إقتصادياً وعلمياً، ونقل الإختصاصات والصلاحيات للبلدية بحيث تكون الخدمات العامة والنظافة ضمن صلاحياتها ومسؤولياتها وليست مركزية وتابعة لوزارة الحكم المحلي، فالمواطن يذهب بشكواه في الأمور الخدمية وفي مقدمتها تراكم القمامة في الشوارع وانتشار القوارض والحشرات والكلاب السائبة لبلديته وليس للوزارات، وطالب بضرورة العمل على توفير سيارة لرش المبيدات يومياً بالمكب والمناطق المحيطة به وسيارة إسعاف وطوارئ وسيارة إطفاء الحريق ، لأنه لو اشتعلت النيران لأي سبب بالمكب وتعذر على العاملين به إطفاؤها كما يحدث من آن لآخر فإن النتيجة ستكون كارثة بيئية وقد تؤدي لوقوع ضحايا .
وبينما كان الكثير من العمالة الأفريقية يجوبون المكب بحثاً عن مواد يمكن تخريدها والإستفادة منها، حتى أن هذا النوع من العمل صار مصدراً للرزق لبعض الليبيين أيضاً (رفضوا التصوير) في ظل ما تعانيه البلاد من تردي الإقتصاد والأوضاع المعيشية ، ولوحظ أيضاً تواجد أعداد كبيرة من طيور النورس والطيور المهاجرة بالمكب.