وكالة الغيمة الليبية للأخبار – طرابلس.
ترتكب جهاراً نهاراً وعلى بعد أمتار معدودة من مقر سكن “المهندس” رئيس حكومة الوحدة الوطنية وأيضا مبنى المجلس الرئاسي في حي النوفلين بطرابلس المخالفات العمرانية والصحية والبيئية، حيث أصبح الحي يعج بمئات المخالفات للوائح وقوانين وتراخيص البناء والتخطيط العمراني.
ومن المفارقات المسجلة ويعلق عليها السكان متندرين باستغراب، أن بعض مخالفات البناء ترتكب بالاستعانة بإحدى الأجهزة الشرطية أو الأمنية التي يفترض أنها تحمي وتطبق القانون وتمنع تجاوزه، إذ تقف سيارة أو أحد الأفراد التابعين لهذه الجهات بجوار المخالفة إشارة لحمايتها وشملها بالرعاية.
ويقول أحد سكان حي النوفلين أن المنطقة الواقعة في قلب العاصمة طرابلس، داخل المخطط ومحددة التصنيف والاستعمال، ومع ذلك نجد مؤخراً ظاهرة الارتفاعات بالمزاج وحسب هوى وقدرة أصحابها، إضافة إلى الإعتداء على الفضاء والملك العام.
ويشير مواطن بالحي مدللاً إلى وجود مبنى يرتفع حاليا بالمخالفة لأكثر من (6) طوابق، ومع أن البناء لم يكتمل وعلى المحارة (الملعقة) إلى أن صاحبه يستعمل القبو (البدروم) مطبخاً لإعداد طلبيات الطعام والتعاقدات والتعهدات التموينية بكميات كبيرة، مستغرباً تعامي الجهات الرقابية والصحية، متسألاً أكثر أين جارنا رئيس الحكومة والسلطة التنفيذية وهو المهندس، من عدة مخالفات في مبنى واحد لا يبعد عن مسكنه (100) متر.
ويضيف ساكن آخر متدخلاً أن عدة شوارع في الحي لاتزال ترابية رغم أن عقودها موقعة قبل 2011 ولم ينفذ منها إلا شبكة المجاري والصرف الصحي، فيما تغافلت الشركات المنفذة عن تنفيذ باقي التعاقدات مستغلة الأوضاع، مشيراً إلى وجود مقر المجلس الرئاسي وسفارات وقنصليات أجنبية وعدة وزارات وجهات وهيئات عامة بينها مقر تابع لجهاز تنمية وتطوير المناطق الإدارية (جهاز دبيبة) الذي لم يهتم مؤخراً إلا بتعبيد الطريق المؤدية إليه، تماما كما فعل رئيس المجلس الرئاسي والحكومة السابق الذي مهد الطريق فقط إلى مقره داخل الحي السكني.
ويجمع السكان هنا متسائلين إذا كانت مثل هذا المخالفات لقوانين البناء والتخطيط العمراني للمدن، ترتكب في قلب العاصمة رمز السيادة وبسط اليد وداخل أحد أهم وأبرز أحيائها والذي يعج بأنواع السلطات مقار إدارية وسكنية، ما الذي يحدث في الضواحي قبل السؤال عن المناطق البعيدة والمتطرفة هناك على بعد مئات الكيلومترات.
