إحاطة للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة أمام مجلس الأمن حول الوضع في ليبيا
وكالة الغيمة الليبية للأخبار – نيويورك.
تقدم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة “غسان سلامة” بإحاطة أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول الوضع في ليبيا، أطلع خلالها نتائج عمله في ليبيا وسرد خلالها مستجدات الأوضاع مركزا على الصراع المسلح الذي يجري على تخوم العاصمة طرابلس ويستمر لأكثر من (48) يوما.
وقال “سلامة” لقد قضيت قرابة السنتين الأخيرتين أعمل جاهداً لكي أتفادى تقديم مثل هذا التقرير. وبالفعل، خلَّفت ثمانية وأربعون يوماً من الحرب الكثير من الموت والدمار، وباتت ليبيا قاب قوسين أو أدنى من الانزلاق في حرب أهلية بإمكانها أن تؤدي إلى تقسيم دائم للبلاد. سيستغرق رأب الضرر الذي حدث إلى الآن سنواتٍ.
مضيفا لقد باتت عواقب الصراع ومخاطره المؤلمة جليّةً، خاصّةً بالنسبة للشعب اللِّيبي: ما يربو عن (460) قتيلاً، (29) منهم مدنيون، وأكثر من (2400) جريحٍ، معظمهم من المدنيين. كما أُجبر ما يزيد عن (75000) شخصاً على النزوح من منازلهم، جميعهم من المدنيين، في حين أن أكثر من نصف النازحين هم من النساء والأطفال. وتقدِّر الجهات العاملة في مجال المساعدة الإنسانية أن ما لا يقل عن 100 ألف رجل وامرأة وطفل ما زالوا محاصرين في مناطق المواجهة المباشرة، وأكثر من (400) ألف آخرين ما زالوا عالقين في المناطق التي تأثرت مباشرة بالاشتباكات.
وأوضح “سلامة” أنه في الوقت الذي كانت فيه ظروف المهاجرين واللاجئين في ليبيا في حالة يرثى لها قبل الصراع، تحوَّلت هذه الظروف الآن من سيء إلى أسوأ. حيث يحاصَر زهاء (3400) لاجئ ومهاجر في مراكز الاحتجاز المعرَّضة للمواجهات أو تقع على مقربةٍ منها. وتعمل الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة على مدار الساعة لنقل أكثر الفئات ضعفاً من المناطق المتأثرة بالصراع إلى مواقع أكثر أمناً.
وذكر “سلامة” لقد كانت العاصمة الليبية تتمتع بقدر من الأمن المتزايد، والأهالي يتمتعون بعملة أكثر استقراراً ويعيشون تحسناً في الأفق الاقتصادي. كما كان المسار السياسي يمضي قدماً على الرغم من العديد من العقبات، وقوَّض الهجوم على طرابلس أي فرص لنجاح المحادثات التي عقدت في 27 فبراير في أبو ظبي، وهي السادسة من نوعها، بين رئيس الوزراء “السراج” و الجنرال “حفتر” ، وخلال تلك المحادثات، كانت هناك فرصة حقيقية لاستبدال حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، وحل الحكومة الموازية في البيضاء وإنشاء حكومة وطنية موحّدة وشاملة للجميع ، كان من شأنها أن تقود البلاد إلى إنهاء الفترة الانتقالية من خلال العملية الانتخابية، كما أن التفاهمات التي تم التوصل إليها في أبو ظبي قد نصت على إخضاع الجيش للسيطرة المدنية، وهو مطلب رئيسي للغالبية العظمى من الليبيين والكثير من الأطراف في المجتمع الدولي.