وكالة الغيمة الليبية للأخبار- طرابلس.
أقيمت يوم الخميس بطرابلس، مراسم احتفالية إطلاق (الرؤية الاستراتيجية) لمشروع المصالحة الوطنية رسمياً، عقب إعداد الصيغة النهائية لدمج و تعديل قوانين العدالة الانتقالية، بحضور رئيس المجلس الرئاسي”محمد المنفي”، والنائبين بالمجلس”موسى الكوني”، و” عبد الله اللافي”، وعدد من السفراء المعتمدين لدى ليبيا، ودبلوماسيين وشخصيات سياسية، وممثلين عن منظمات محلية ودولية.
وألقى “الكوني” كلمة افتتح بها الاحتفالية مشيداً بمشروع المصالحة الوطنية، مؤكداً على استطاعة المجلس خلال أشهر معدودة من العمل الجاد، من وضع حجر الأساس لمشروع وطني، وأنه بمقدور الليبيين تجاوز الماضي، والالتفاف حول ليبيا ويكون استقرارها وازدهارها، هو الطريق لضمان نجاح مشروع المصالحة الوطنية، لتعود ليبيا إلى أفضل ما كانت عليه.
كما ألقى رئيس مجلس النواب”عقيلة صالح” كلمة مسجلة قال فيها نتطلع في هذه المرحلة التاريخية إلى نبذ المشاحنات والخلافات والصراعات، التي عطلت مسيرة الحياة وأفسدت العلاقات وحالت دون توحيد المواقف والصفوف.
وأضاف “عقيلة” ندعو المجلس الرئاسي إلى إحالة مشروع قانون المصالحة لمجلس النواب في أقرب وقت، وأن المصالحة ستسهم في استئصال داء النزاع وحقن الدماء وعودة النازحين والمهجرين، وأنه يجب دعم المصالحة عبر جبر الضرر واستعادة السلام وتجاوز العنف والعبث وترسيخ معاني الأخوة والمساواة وقيم التسامح.
وبدوره شارك رئيس المجلس الأعلى للدولة”خالد المشري” عبر تقنية التواصل الرقمي بكلمة بين من خلالها أن المصالحة الوطنية هي الركيزة الأولى لاستقرار المجتمع وبناء الدولة وتحقيق السلم الاجتماعي.
كما شارك أمين عام جامعة الدول العربية، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، والأمين العام المساعد للأمم المتحدة بكلمات مؤكدين فيها دعمهم لهذا المشروع.
وقال”اللافي” في كلمته التوضيحية للمشروع، آثرنا العمل على ملف المصالحة الوطنية بعيداً عن الأضواء وركزنا في التأسيس له على الدراسة العلمية المعمقة، مؤكداً على أن المصالحة مشروع وطني مستمر، مشيراً إلى أن هذا المشروع تم وضعه بين أيدي القائمين عليه، لتوسيعِ دائرة المشاركة للنخب المثقفة والأكاديميين وعمومِ الشعب، لإبداء الرأي وإثرائه لتحقيقِ ملكية الشعب الليبي له، ليكون متحرراً من أي تبعية سياسية أو إدارية، وليمكن المفوضية العليا للمصالحة من العمل على تحقيق أهدافه بكل استقلالية، وهو ما حرص المجلس الرئاسي أن يضمنه لهذا المشروع منذ أن تولى هذه المهمة.
وفي ختام الحفل قام رئيس المجلس الرئاسي، بالإعلان عن انطلاق المشروع و أنه آن الوقت لنتسامح ونتصالح، بعد سنوات، من قسوة التهجير، ومرارة الفقد، وويلات الانقسام والتخلف، وآن لهذه الأرض أن تحتضن أبناءها جميعا، إخوة متحابين، وأن لكل ليبي وليبية حق العيش بطمأنينة وسكينة فوق تراب هذا الوطن الغالي، وأن نترك لأجيالنا من الأسباب ما يشعرهم بالفخر والعزة والانتماء إلى أرضهم ووطنهم.