مناشدة للأمين العام للجمعية العامة للأمم المتحدة لاتخاذ التدابير اللازمة لحماية حقوق الإنسان و الحريات العامة

وكالة الغيمة الليبية للأخبار – طرابلس.
ناشد عدد من الصحافيين والإعلاميين والنشطاء الأمين العام للجمعية العامة للأمم المتحدة “غوتيرس الأمين” لاتخاذ التدابير اللازمة لحماية حقوق الإنسان و الحريات العامة و في مقدمتها حرية التعبير والوصول للمعلومة.
وتأتي المناشدة على خلفية حادث الإعتقال القسري لرئيس المؤسسة الليبية للإعلام مساء الثلاثاء، وجاء في صياغتها النص التالي :
السيد غوتيرس الأمين العام للجمعية العامة للأمم المتحدة
تحية طيبة و بعد
نكتب لكم هذه الرسالة المفتوحة في لحظة تاريخية فارقة في ليبيا ، ففي الوقت الذي تعمل فيه بعثتكم للدعم في ليبيا لصنع السلام و لتطبيق اتفاق برلين المضمن في قرار مجلس الأمن 2510 ، و الداعي لوقف العمليات العسكرية في ليبيا ، و تعزيز الثقة بين الأطراف ، و في الوقت الذي تطلق فيه بعثتكم للدعم في ليبيا الحوارات المختلفة و تدعوا الليبيين للالتفاف حولها ، و إذ يراقب الليبيون بعين الأمل صناعة سلام حقيقي و عادل ، لإنهاء المأساة التي زادت عن حدها ، في ظل إصرار منكم على اعتبار الشرعية الدولية و حصر الاعتراف الرسمي بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني و التي أنتجها الإتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات المغربية في 17 ديسمبر 2015 ، و التي تجاوز مدته القانونية و تحول لعبأ على الليبيين و زادت في ظل حكمها المعاناة الإقتصادية و الاجتماعية و زادت حدة الإنقسام السياسي و المؤسساتي .
و إذ استبشر الصحفيون الليبيون و النخبة الوطنية المتمرسة و عموم الشعب بتكليف قامة إعلامية مهمة على رأس المؤسسة الليبية للإعلام و لأول مرة منذ إسقاط الدولة في ليبيا، و هو الصحفي محمد عمر بعيو و الذي اتخذ قرارات شجاعة في وقت قياسي حيث قرر مواجهة التنظيمات الأيدلوجية و أذرعها العسكرية و ألزم القنوات الواقعة تحت سلطته وفقا لقرار تكليفه من رئيس المجلس الرئاسي و دعاها لوقف خطاب الكراهية و الدعوة لبناء إعلام السلام و طي صفحة الماضي ، ليتفاجئ الليبيون بتهديده علنية من قادة الميليشيات المسيطرة على طرابلس و من ثم اختطافه و اثنين من أبنائه من بيتهم و اقتيادهم لمقر الميليشيا ، بل و رافق ذلك ظهورهم العلني في وسائل الإعلام الممولة من قطر و التي تبث من تركيا في انتهاك صارخ لدعوات مجلس الامن و قرارته و بتحريض علني ضد السلام و التأكيد على نشر خطاب الكراهية و العنف .
السيد الأمين العام و إذ يدين الموقعون على هذه العريضة هذه الأعمال غير المسؤولة فإنه يدعوكم لاتخاذ التدابير اللازمة لحماية حقوق الإنسان و الحريات العامة و في مقدمتها حرية التعبير و الوصول للمعلومة ، و ندعوكم لمخاطبة الدول التي تتخذ بعض القنوات الإعلامية الممولة من الخارج أراضيها لبث الفرقة و خطاب الكراهية لإيقاف هذا العبث الممارس ضد الشعب الليبي و تحميلهم المسؤولية القانونية و الأخلاقية و ندعوا لإقفالها و محاكمة مسؤوليها وفقا للقانون الإنساني الدولي .
السيد الأمين العام ننتهز الفرصة لتنبيه سيادتكم أن ممثليكم في البعثة يقودون حوارا مشلولا و انتقائي و لا يملك أي تمثيل حقيقي للشعب الليبي و نخبه و شبابه و نسائه و شاباته ، بل إنه يسير بغموض و سرية و حتى اليوم لا يعرف الحوار مع من و لا من المتواجدون فيه و ندعوكم للتدخل لتصويب أعمال البعثة و نشر البيانات الرسمية و المعلنة و أن لا تترك الليبيين في حالة من التيه و الترقب و لتفاجئهم بإعادة تدوير الوجوه المستهلكة و الفاسدة .
السيد الأمين العام إنما حدث للسيد محمد بعيو هو سيناريو بومي يعانيه المواطنون في مناطق سيطرة الوفاق حيث بات الإختطاف و القتل و التغييب أسلوب حياة في غياب تام لأجهزة الدولة الأمنية و ضعف علني لوزارة الداخلية التي يقودها أحد أمراء الحرب في ليبيا .
السيد الأمين العام إن الحاجة لتفكيك سلاح الميليشيات و تسريح أفرادها و إعادة إدماجهم في الحياة المدنية بات أمر ملح و ضروري ، لأن الانفلات القائم يهدد بتوسعه في المنطقة برمتها ، فلا يوجد أي رادع يوقف هذه المجموعات و التي تتلقى تمويلا و تدريبا و تسليحا من دول إقليمية متدخلة بشكل سلبي في ليبيا .
السيد الامين العام و إذ نكتب لكم هذه الرسالة المفتوحة فإننا نأمل في أن نرى موقف فاعلا و صادقا و حقيقي و أن لا نستمع لما تعودنا عليه من تطمينات دون نتائج ملموسة .