وزير خارجية النرويج السابق يكشف عن محادثات سرية كادت أن تنقذ “القذافي” وتوقف نزيف الدم في ليبيا
وكالة الغيمة الليبية للأخبار.
كشفت صحيفة (الإندبندنت) حصريًا في الذكرى العاشرة لحملة قصف الناتو عن التفاصيل الكاملة لتلك المحادثات السرية التي توسطت فيها النرويج، وكانت أقرب ما توصل إليه العالم من نهاية سلمية للحرب التي اندلعت في ليبيا عام 2011 بحسب الصحيفة.
وفي أول مقابلة له مع وسائل الإعلام الدولية بشأن مفاوضات كانت تجري في 2011 بين نظام “القذافي” ومعارضيه ، اتهم وزير الخارجية النرويجي آنذاك “جوناس ستور”، الذي توسط في الصفقة، كلا من فرنسا وبريطانيا بمعارضة حل تفاوضي كان سيجنب ليبيا نزيف دم لم يتوقف منذ تلك السنة.
وقال “ستور” لصحيفة (الإندبندنت) شعرت أن العقلية في لندن وباريس لم يكن لديها فرص للتفكير حقًا في الخيار الدبلوماسي”. هل كانت (فرنسا وبريطانيا) على استعداد للنظر في شيء يتجاوز الحلول العسكرية؟ هيئة المحلفين ما زالت خارج.
وأضاف وزير الخارجية النرويجي السابق لو كانت هناك رغبة في المجتمع الدولي لمتابعة هذا المسار ببعض السلطة والتفاني، أعتقد أنه كان من الممكن أن تكون هناك فرصة لتحقيق نتيجة أقل دراماتيكية وتجنب انهيار الدولة الليبية.
وذكر “ستور” إن اثنين من كبار المسؤولين النرويجيين كانا في القصر الرئاسي في طرابلس مع “سيف الإسلام” عندما صدر قرار الأمم المتحدة في نيويورك في 17 مارس 2011 وصوتت الأمم المتحدة للتدخل لمنع القذافي من قتل شعبه، وكان لا بد على عجل من إخراجهم عبر الحدود إلى تونس من أجل سلامتهم، مع اقتراب الضربات الجوية الأولى لحلف شمال الأطلسي.
وأوضح الوزير السابق أنه بعد صدور القرار الأممي أصبحت النرويج عضوًا نشطًا في حملة قصف الناتو، وأسقطت في النهاية ما يقرب من (600) قنبلة، لكن في الوقت نفسه طلب رئيس الوزراء حينها “ينس ستولتنبرغ”، والذي يشغل حالياً منصب الأمين العام لحلف (الناتو)، من وزير الخارجية “ستور” مواصلة المحادثات السرية للغاية واستضافتها في النرويج، مضيفاً
لم يكونوا وحدهم من حاول التفاوض، مشيراً لوساطة الاتحاد الأفريقي للتوصل إلى اتفاق سلام خاص به – لكن النرويج حققت تقدمًا.
وكشف “ستور” أنه بعد أسابيع من المحادثات ذهابًا وإيابًا، نُظم أول لقاء وجهاً لوجه بين كبار مسؤولي النظام والمعارضة في غرفة فندق في أوسلو في 27 أبريل 2011، مثل الموالين للقذافي “محمد إسماعيل” الساعد الأيمن لـ”سيف الإسلام”، وبالنسبة للثوار كان “علي زيدان” الممثل، موضحاً إن جو اللقاء كان متفهماً.
وأفصح “ستور” عن نتائج تلك المحادثات بأن الأشخاص المقربون جدًا من القذافي وعائلته، دعموا ما كان مطروحًا على الطاولة، لكن الميل الأخير كان يتطلب على القذافي أن يقول”أوافق على الانتقال إلى المنفى “أو المكان الذي سيعيش فيه، مضيفاً لم نكن نعرف ما إذا كان القذافي كان مستعدًا للاستقالة في نهاية المطاف أم أن (الجماعات المتمردة) الأكثر تطرفاً على الأرض كانت ستقبل بصفقة.
وقال “ستور” إنهم نقلوا المتفق عليه في أوسلو إلى الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، وأبدت وزيرة الخارجية الأمريكية حينها “هيلاري كلينتون” حرصها على المواصلة، لكن الدولتين الأخريين لم تكن مهتمة، وكان بإمكان المرء أن يتخيل نوعًا من وقف إطلاق النار في الحملة العسكرية للسماح للدبلوماسيين بالتحرك أنذاك.