استبدال جثمان مواطنة ليبية قادم من القاهرة.. وأمها تطلب مقاضاة الطبيب والتحقيق مع القنصلية الليبية هناك
وكالة الغيمة الليبية للأخبار- طرابلس.
تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قضية السيدة الليبية “عائشة معمر الطلماطي” البالغة من العمر(42) سنة متزوجة وأم لابن، إجريت لها عملية شفط دهون بأحدى العيادات بجمهورية مصر و تدهورت حالتها عقب إجراء العملية .
توجه مراسل وكالة الغيمة الليبية للأخبار إلى بيت عائلة المتوفية الكائن بمنطقة زاوية الدهماني في طرابلس، والتقت مع والدتها الحاجة “زهرة الجنزاعي” للحديث عن مجريات أحداث ما حصل لأبنتها.
الحاجة “زهرة” قالت أنا من سكان منطقة عين زارة ولكني حالياً نازحة بعائلتي نتيجة الإشتباكات المسلحة التي تشهدها المنطقة، ونحن موجودين جميعنا بهذا المنزل بعد أن خرجنا من بيتنا خوفاً من أن يطالنا أذى هذه الحرب، مواصلة حديثها بخصوص ابنتها قائلة أنها سافرت إلى مصر رفقة أختها وصديقتها وكان هذا في بداية شهر يونيو، ذهبت ابنتي للعيادة المختصة بأجراء عمليات شفط الدهون وربط المعدة و(كوزمو لايف) الموجودة بمنطقة المهندسين، وأتمت كل التحاليل وقام الطبيب “أحمد عبد الله” بإجراء العملية يوم (25) يونيو عند الساعة 12:00 ظهراً وعلى أساس أنها نجحت والأمور جيدة وطلب منها الطبيب العودة لبيتها ولكنها أخبرته انها تشعر بالتعب، فطمأنها بأن كل شيء على ما يرام وتوقعنا أنها مجرد أعراض ما بعد العملية من تخذير حيث كان لنا تواصل معها عبر الهاتف، بعدها تعبت وحدث لها ضيق تنفس ولكنها شعرت بتحسن، فيما بعد حدثت لها مضاعفات وخروج سوائل صفراء من مكان العملية.
وبعد تدهور حالة ابنتي قامت صديقتها “سلمى” بمحادثة الطبيب حيث أخبرتها المساعدة بأن تنقلها إلى مستشفى (دار الحكمة) الواقعة بمدينة نصر بالقاهرة، حيث قامو بأدخالها للعناية المركزة وكان ذلك بتاريخ 3/7 لان حالتها كانت سيئة، بعدها حضر اليها طبيبها وقام بتنظيف مكان العملية واستمرت لمدة أيام على هذا الحال، ومنعت الزيارة عنها بعدها تحسنت حالتها وطلبت من المستشفى أن ينقلوها إلى غرفة عادية لأن التكاليف زادت عليها، وبالفعل تم ذلك ونقلت لغرفة أخرى وكانت أمورها جيدة، بعدها أخبرها الطبيب المعالج بأنه سيجري لها عملية بسيطة حتى تتوقف عملية تنظيف الجرح نهائي، أجريت لها عملية ثانية وخرج الطبيب بعد العملية وطمأننا بأن هناك معجزة من الله وان العملية نجحت بعد أن كنا نتوقع فشلها وبقيت بالعناية الفائقة وعندما طلبو زيارتها منعوهم بحجة أنها تحت التخدير وتحتاج للراحة، في اليوم الثاني أبلغونا بأن حالتها سأت كثيراً ودخلت في غيبوبة وقامو بمنع الزيارة لمدة ثلاثة أيام، بحجة ضرورة دفع المستحقات المطلوبة.
وقامت إحدى صديقاتها بالتواصل مع السفارة وإبلاغهم بحالة “عائشة” وما يحدث لها واجابو بأنهم سيتخذون اللازم بعدها قامت صديقتها “سلمى” بالدخول و رؤيتها وبحسب ما اخبرتنا به أنها كانت تحت أجهزة التنفس وعينيها شبه مغلقتين بعدها خرجت وأخبرت الموجودين بما رأت، وفي يوم 11 يوليو ذهبت صديقتها لرؤيتها والاطمئنان على حالتها وعندما دخلت إليها وجدتها على السرير مغمضة العينين و تفحصت جسدها وجدته بارد جداً ولما رفعت عنها الغطاء أشتمت رائحة تعفن فخرجت للطبيب وسألته هل هي حية أم ميتة، فقال لها انها مازالت حية وهذا كله كان في الفترة الصباحية، بعدها تم أبلاغنا في نفس اليوم مساءً بأنها توفيت، فقامو بأخذها لاتمام إجراءات تغسيلها وأثناء البدء في تغسيلها وجدو بطنها مفتوحة وبها أكياس بلاستك، عندها طلبو إدخالها للطبيب الشرعي، وعندما تم نقلها إلى مقر الطب الشرعي دخلت ابنتي ولم تخرج من هناك.
و اضافت الوالدة تم الاتصال بي من مصر وقالو لي ماذا تريدين هل تطالبين برفع دعوى قضائية، أم أن يرسل جثمان بنتك، فأخبرتهم بأني أريد حق أبنتي، حينها اخبروني انهم سيقومون بدفنها في مصر، وعندما اعترضت على هذا التصرف واخبرتهم ان ابنتي يجب أن تدفن في ليبيا، وقمت بأرسال أبنها ليتابع الموضوع، الذي عندما وصل إلى المطار لم يجد أحد ولم يجد جثمان والدته فبادر باجراء اتصالاته والاستفسار، تبين أن الجثمان أرسل إلى ليبيا دون أعلامنا وموافقتنا، وبموجب رسالة موجهة من السفارة إلى مدير إدارة الشؤون القنصلية بوزارة الخارجية وتصريح بالدفن وشهادة الوفاة مع أحد موظفي السفارة.
وأوضحت الحاجة “زهرة” نحن لم نستلم تقرير الطب الشرعي لمعرفة حالة الوفاة، وعندما ذهبنا إلى مطار معيتيقة أحضرنا معنا سيارة إسعاف واستلمنا الجثمان واخذناه مباشرة إلى مستشفى طرابلس الجامعي، وطلبنا منهم أن نراها ولكنهم اخبرونا بضرورة فتح محضر وبعدها بالامكان رؤيتها، قمنا بهذا إلاجراء عند الشرطة وانا في الطريق متوجهة للمستشفى اتصلت ابنتي وأخبرتني بأنها قامت بالكشف على جثمان أختها، وهنا كانت الصدمة بأنه ليس جثمان “عائشة” ، وعندما وصلت تأكدت بالفعل بأن هذا الجثمان ليس لأبنتي فهو ذو جلد أسمر وشعر مجعد، كما أن أبنتي بها علامات لشامات على جسمها، تم استدعاء وكيل النيابة للمستشفى وعندما طابق صورة جواز السفر مع الجثمان أكد أنه ليس لأبنتي وأخبرني بالاستمرار في الإجراءات القانونية، وتم ذلك وثبتنا أقوالنا لدى مركز الشرطة، بعدها جأني إتصال من حفيدي وأخبرني أنه تم العثور على جثة والدته والتعرف عليها وهو في السفارة الليبية يتم أخذ اقواله بالخصوص، وأن الجثة التي ذهبت إلى ليبيا كانت بالخطأ لسيدة أفريقية.
وقد ذكرت الحاجة”زهرة” محملة مسؤولية وفاة ابنتها للطبيب الذي أجرى العملية وكان خطأه الطبي، أنه تواصل مع العائلة هناك في مصر وعرض عليهم أن يعطيهم مليون دينار وشقة وأن يمنح أبن المرحومة (25) ألف كل شهر مقابل تنازلنا عن القضية.
وطالبت والدة المرحومة”عائشة” أن يتم أخذ حق أبنتها ومعاقبة من تسبب في موتها ومسألة السفارة الليبية في القاهرة لعدم الإهتمامها بالرعايا الليبيين.